تعد ليلى الدوراني، شخصية مميزة تختلف عن العديد من نظرائها القطريين؛ فقد وضعت نفسها أمام تحدٍّ لا تحسد عليه لمكافحة السمنة في قطر، التي تعد من بين أكثر الدول بدانة، لاسيما أنها لم تجد أي دليل على تحسن هذا الوضع الذي ينذر بنتائج خطيرة. وتتسلح ليلى بشركتها (رو مي) للطعام والشراب الصحي، التي أطلقتها العام الماضي لتقدم مكونات لذيذة ونيئة ونباتية بهدف إرضاء الأذواق ومحاربة السمنة.
وتقول الدوراني التي انتقلت إلى قطر من واشنطن قبل 6 سنوات، إنها أسست الشركة، التي افتتحت في مارس/ آذار 2013، بدافع الحب؛ فالشركة “تُمَوَّل ذاتياً بالعمل الجاد والمدخرات الشخصية”. وتوفر (رو مي)، التي تقع في قرية بروة في الدوحة، وتملك رأس مال أولي بقيمة 55 ألف دولار، عدداً منوعاً من العصائر الطبيعية الباردة المعصورة بطريقة الضغط، ومنتجات إزالة السموم، وسلال الفاكهة، مع توفر إمكانية إيصال هذه المنتجات إلى منازل الزبائن. وتعمل ليلى مع شريكها غابي غلينون، على تطوير مجال الشركة لتشمل وجبات الطعام والوجبات الخفيفة، والتي ستتضمن ألواح الطاقة والمعكرونة بالخضار والحلويات. وتقول سيدة الأعمال: “الأمر الأكثر أهمية هو أننا أردنا أن تكون منتجات الشركة نيئة تماماً، فنحن لا نطبخها، ولا نضيف إليها أي شيء”.
ويختار فريق عمل الدوراني، المكون من 8 موظفين متمرسين، أفضل الفواكه والخضراوات والمكسرات المحلية الموسمية في كل صباح بشكل دقيق، ويعملون على تقشيرها وهرسها ومزجها في مقر الشركة لضمان عدم فقدان المكونات الغذائية الموجودة فيها. وتستخدم الشركة عصارات ضاغطة لاستخراج العصير مع مكوناته الغذائية، وتفيد ليلى بأن زجاجة العصير التي يبلغ حجمها 500 مل، تحتوي على فيتامينات أكثر بـ5 أضعاف من العصائر المصنوعة بالطرق التقليدية. وتصف ليلى عصيرها المفضل بأنه: يشبه السلطة في زجاجة دون الصلصة التي تسبب السمنة”. وهي تطلق اسم (Green Junkie) على عصيرها المفضل، وهو يتكون من مزيج السبانخ والخس والخيار والتفاح والليمون والبقدونس، ويحوي 500 مل منه على 36 سعرة حرارية. ومن الأسماء الأخرى اللافتة للعصائر: (Go Nuts)، (Cool Crush)،Sucker Punch)، (Radical Rootss).
إن الحاجة لمثل هذا المتجر واضحة كالشمس؛ فالأرقام الصادرة عن استراتيجية الصحة الوطنية 2011-2016 تظهر أن ما يقارب %75 من القطريين يعانون الوزن الزائد، %40 منهم يعانون السمنة أو السمنة المفرطة. كما أن رؤية العديد من الأشخاص يتوافدون على مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في الشوارع ويفتحون الأكياس على استعجال لتناول الطعام المقلي المليء بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة، كافٍ لمعرفة أن قطر تعاني مشكلة.
وتشير فاندانا لوترا، مؤسسة ونائبة رئيس مجموعة (في إل سي سي-VLCC Group) لإدارة الوزن، إلى أن هذه المشكلة إقليمية وتقول: “إن السمنة وزيادة الوزن في دول مجلس التعاون الخليجي من بينها قطر، تصبح خطراً جسيماً على الصحة العامة”. وتوجد المجموعة في 16 دولة، وقد افتتحت أول فرع لها في قطر عام 2011 ومن ثم افتتحت فرعين آخرين في غضون 3 أعوام. وتضيف لوترا أيضاً: “تتعلق زيادة الوزن، في أغلب الحالات، بأسلوب الحياة وبالتالي يمكن التعامل معها بنجاح إن عولجت في وقت مبكر”، مضيفة أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية مدى الحياة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
ويتضح وجود فجوة كبيرة في السوق فيما يتعلق بالبدائل الصحية المناسبة للوجبات السريعة، ولذلك تعتزم ليلى لتصبح الشخص الذي يوفر هذه البدائل لتجني مزايا هذا الأمر لها، ولقطر بأكملها. وتقول: “أردنا إنشاء علامة تجارية يثق فيها الناس لتحقيق نتائج إيجابية في حياتهم”.
ولكن تكمن الصعوبة في تغيير عادات جميع سكان البلاد تقريباً، وزيادة الطلب غير الموجود على وجه العموم، حيث تقر ليلى النباتية، والتي تبلغ من العمر 30 عاماً قائلة: “التغيير ليس سهلاً، وخصوصاً عندما تقوده”. ولكن ومن خلال وجودها النشط في المناسبات المجتمعية والمؤسسية، وضمانها توفير مكونات ذات نوعية ممتازة، وطازجة وترويج تناول الطعام الصحي في المدارس، تهيئ ليلى الطريق لتحويل قطر إلى دولة تعمها الصحة.
المصدر :: فوربس الشرق الأوسط