مقال ل أ.د / غادة عامر
في غضون بضعة عقود أصبح الكيان الاسرائيلي الذي يبلغ عدد سكانه 8 ملايين نسمة من الرواد في مجال الابتكار المجتمعي و الابتكار في مجال التكنولوجيا العالية، فقد ::
1- أدرج مؤشر الابتكار العالمي لعام 2016 الذي تنشره شركة “بلومبرغ” إسرائيل في المركز الأول بين جميع دول العالم في البند الخاص بالإنفاق على الأبحاث والتطوير.
2- احتلّت إسرائيل المركز السابع بين دول العالم في البند الخاص بتجمع الشركات العامة في فرع التقنيات العالية على أراضيها.
3- تقدمت إسرائيل وفق مؤشر الابتكار على دول مثل بريطانيا وهولندا وكندا لتحتل المركز الحادي عشر.
4- صنفت أنها علي وشك ان تكون من أوائل البيئات الابتكارية الناجحة في العالم!!!!
كيف تحول هذا الكيان الذي كانت نشأته ::
1-مصطنعه
2-انشأ بعدوان،
3-زرع بغصب في وسط دول ترفض اساليبه الاستلائية، فهو ليس مجرد دولة قومية تقليدية، بل هي بوتقة لصهر ملايين المهاجرين من جنسيات وعرقيات مختلفة، كما إنه ليس بدولة لها حالة الاستقرار التي يفترض ان تكون عليه دولنا العربية ، بل هو كيان كان من المفترض ان يكون متزعزع
، فكيف ثبت و كيف حقق هذا الاستقرار و هذة القوة؟؟؟و ما هي السمات المميزة للاقتصاد المعرفي الإسرائيلي التي جعلت منه اقتصادًا رائدًا في سنوات معدودة تقدر بحوالي 60 عامًا هي إجمالي عمر هذا الكيان؟ و كيف تمكن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي تعزيز قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على النمو ؟
القصة تبدأ منذ عام 48 عندما زرع الكيان الاسرائيلي في قلب الوطن العربي، فاتجه الاسرائليون للعمل في مجال الابتكار بدافع قومي و وطني و ديني، وهو دعم و تقوية الكيان الاسرائيلي، لشعورهم الدائم انهم محاطين بالاعداء، و أن مواردهم الطبيعية قليله، فمثلا ::
1- كان عليهم زراعة القمح بطرق مبتكرة حتي يوفروا قوتهم و بالتالي الحفاظ علي أمنهم الغذائي.
2- كان عليهم البحث عن الماء في قلب الصحراء، الي ان اصبحوا من اوائل العالم في تكنولجيا المياه.
3- كان عليهم دعم الشركات الابتكارية الناشئة في مجال أمن المعلومات ،للحفاظ علي أمن المعلومات الاسرائيلية. وهم الان من أفضل شركات في هذا المجال.
وفي مجالات أخري كثيره حققوا مراكز متقدمة مثل الامن العسكري،و تصنيع الاسلحة ،و الطاقة النووية ، و تقنيات النانو تكنولجي،و التكنولوجيا الحيوية و الجينات و غيرها من العلوم و التكنولوجيا المتقدمة. و هذا ما جعل إسرائيل أحد أهم مراكز الصناعات التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم، وجذب إليها فروع التطوير التكنولوجي لشركات عالمية كبرى مثل إنتل وجوجل ومايكروسوفت، وهو ما كان له أكبر الأثر في زيادة الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات في إسرائيل إلى حوالي تريليون دولار في فترة وجيزة للغاية منذ بداية الألفية الجديدة. كما أنه في عام 2009 تصاعد عدد الشركات الإسرائيلية المسجلة في مؤشر الصناعات التكنولوجية الأمريكي ناسداك إلى حوالي 65 شركة وهو أعلى عدد للشركات الأجنبية في المؤشر بالمقارنة بحوالي 45 شركة كندية و6 شركات يابانية و5 شركات بريطانية و3 شركات هندية.
و من العوامل الاخري لهذا التفوق التكنولجي لهذا الكيان، أن مؤسسات التعليم الجامعي تقوم بدور محوري في عملية تأهيل الكوادر الجديدة لسوق العمل، حيث تركز الجامعات الإسرائيلية على الشراكة مع نظيرتها الدولية في مجالات التكنولوجيا العالية مثل النانو تكنولوجي والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والهندسة الوراثية وتطبيقات الحاسب الآلي. كما اعتنت إسرائيل بجملة من العوامل الإيجابية التي من شأنها الارتقاء بمستويات الابتكار و البحث العلمي، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر::
1- محاربة الفساد المالي والإداري في مؤسسات البحث العلمي، حيث كانت عقوبة استغلال السلطة او تعطيل اي باحث او مبتكر تصل الي السجن لمدة 10 أعوام مع العزل من الوظيفة.
2- توسيع هامش الحرية الأكاديمية للباحثين، بما يدعم التفكير الابتكاري لصالح المجتمع، و باعتبار أنه كلما اتسعت الحريات العامة، وقلت التدخلات الرسمية للدولة في قضايا الجامعات، سيقربها من المشاركة في الشأن العام، مما سينتج عنه بالضرورة سعة أفق البحث العلمي، وزيادة مردوده.
3- التخلي قدر الإمكان عن مظاهر البيروقراطية والمشكلات الإدارية والتنظيمية لانها تقتل الابتكار في مهده، و تجعل المبتكر ينسي الابتكار و يفكر في هذة المشاكل. 4- الإسراع الدائم في عملية نقل المعلومة التقنية من الدول المتقدمة والعمل علي احلالها بما يتناسب مع ظروف الكيان.
4- إحداث حراك دائم في مراكز البحوث الإسرائيلية، بحيث لا تبقى تحت قيادات قديمة مترهلة، غير مدركة لأبعاد التقدم العالمي في ميادين البحث العلمي، لا سيما في العلوم التكنولوجية.
5- مواصلة التدريب المستمر للباحثين الجدد، وعدم تهميشهم.
6- التعاون الوثيق مع الشركات المتخصصة في البحوث والتطوير لتكتمل دائرة التنمية البشرية التي تقوم بالأساس على استثمار الدولة وقطاع الأعمال في البشر لإكسابهم مهارات ومعارف تعود بالربحية على الاقتصاد الإسرائيلي.
هذا باختصار ما فعله الكيان الاسرائيلي ليتحول من كيان رائد في اغتصاب الاراضي الي كيان رائد يقدم الابتكار و التكنولوجيا لمعظم المجتمعات و منهم المجتمع العربي!!!!
تعليق برينور – مصر ::
1- نشكرك يا د / غادة علي هذا المقال الذي نكشف فيه أمام أنفسنا حقيقتنا بدون خجل و هذا يعد في حد ذاته بداية لحل المشكلة التي نعاني منها.
2- نحن نؤكد علي كلام سيادتك و الدليل الذي لدينا هو حوار برينور – مصر مع مدير ريادة الأعمال في شركة Dell والذي أشار فيه إلي تفوق هذا الكيان المسخ الصهيوني علينا في ريادة الأعمال و دعم رواد الأعمال و المبتكرين. و رابط الحوار هنــــــــــــــــــــــا.
من هي الدكتورة / غادة عامر ؟
1- الأستاذ و رئيس قسم الهندسة الكهربية بكلية الهندسة – جامعة بنها.
2- نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم و التكنولوجيا ASTF و عضو لجنة تحكيم للجائزة المعنية بالإبتكار و الإختراع و ريادة الأعمال التي تنظمها المؤسسة العربية .
3- تم إختيارها ضمن أكثر 20 شخصية نسائية تأثيراً في العالم الإسلامي في إستفتاء أجرته مجلة مسلم سايبنس Moslem Science.
4- تم إختيارها ضمن أقوي 100 إمرأة تأثيراً بالعالم العربي.
5- إختارتها مجلة أرابيان بيزنس ضمن أقوي الشخصيات تأثيراً في العالم العربي في مجال العلوم.
6- عضو لجنة تحكيم جائزة رولكس العالمية.