أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المستقبل هو مستقبل الشباب ، فالشباب هو الأمل والطموح والقدرة والنقاء ، وأشار إلى أن الدولة تضع الشباب المصرى على رأس أولوياتها مضيفا «قلبنا مع كل شبابنا وإرادتنا مع دعمهم لينجحوا» .
وشدد السيسى على أن شباب إفريقيا هم مستقبل هذه القارة، وميزتها التنافسية و مصدر ثروتها الحقيقى وأملها فى غد أفضل.
وأشار الرئيس السيسى إلى أننا ندعم شباب إفريقيا ونساندهم ونعتمد عليهم لتحقيق طموحاتنا جميعاً فى المستقبل الذى نرجوه لقارتنا الغالية.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى خلال جلسة رواد الأعمال بإفريقيا على هامش منتدى إفريقيا 2017 بمدينة شرم الشيخ والتى حضرها بول كاجامى رئيس رواندا وعدد من رؤساء الوفود الإفريقية، كما شارك فى الجلسة المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء وطارق عامر محافظ البنك المركزى وعدد من الوزراء من بينهم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى وسامح شكرى وزير الخارجية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والمهندس هشام عرفات وزير النقل والمهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والفريق عبد العزيز سيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع ومحمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، فضلا على عدد من رجال الأعمال المصريين والأفارقة. وقال الرئيس السيسى إن شباب رواد الأعمال هم حاضر ومستقبل قارتنا الغالية، أغلى ما نملك من ثروة، ومصدر الطاقة الذى لا ينضب، وشدد السيسى على أن شباب رواد الأعمال قادرون على أن يكونوا المحفز الأساسى للنشاط الاقتصادي، وأن يسهموا بفعالية فى توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، التى تتطلع إليها شعوب هذه القارة.
وأضاف السيسى أن الاقتصادات المتقدمة والنامية تهتم على حد سواء بدعم الابتكار ورواد الأعمال والشباب، لما لهم من مساهمة إيجابية فى النمو الاقتصادي، لافتا الى أننا نشاهد كيف أن مجموعة من رواد الأعمال الشباب يقومون ببناء وتنمية شركات تصبح فى وقت وجيز شركات عالمية تتجاوز قيمتها السوقية إجمالى الناتج المحلى لبعض الدول.
وشدد الرئيس السيسى على ثقتة فى قدرات شبابنا وإمكاناتهم الواعدة، لا سيما فى ضوء أن نسبة مَن هم أقل مِن 25 عاماً فى إفريقيا تصل إلى حوالى 60% من إجمالى سكان القارة، وأشار الى أن حجم السوق الإفريقية يتسع ليصل عام 2050 إلى 2.4 مليار نسمة، مما يترتب عليه أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، لحشد كل مواردنا وتحفيز وتنمية ريادة الأعمال فى إفريقيا.
وأشار السيسى إلى أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية على الساحة العالمية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة، حتى تستطيع إفريقيا اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، مشيرا الى أنه أعلن خلال فاعليات منتدى شباب العالم فى شهر نوفمبر الماضي، فى شرم الشيخ، عن تأسيس أول مركز إقليمى لرواد الأعمال فى إفريقيا، ليكون بمثابة منصة للتعاون وتبادل الخبرات لدعم ومساندة رواد الأعمال فى القارة. وأوضح السيسى أن أولويتنا هى دعم رواد الاعمال خاصة مَن يقدم حلولاً جديدة ومبتكرة للتصدى للتحديات التى تواجه القارة فى شتى القطاعات، كالتعليم والصحة والخدمات الأساسية، والتى يجب تقديمها لجميع فئات المجتمع وبتكلفة اقتصادية وفقاً لأعلى معايير الجودة. وقال الرئيس السيسى أننا فى مصر نواصل بذل أقصى الجهد لدعم ومساندة رواد الأعمال والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة والمستثمرين الشباب. وأشار الرئيس السيسى الى قيام الحكومة بتنفيذ عدد من البرامج والمبادرات، أهمها تحفيز ريادة الأعمال من خلال التركيز على التعليم والبحث العلمي، وتطوير مناهج التعليم لإكساب الطلاب القدرة على الإبداع والابتكار وتطوير الذات لمواكبة التطورات على الساحة العالمية، وكذلك دعم الجامعات ومراكز البحث العلمى لتحويل الأبحاث والدراسات وتطبيقاتها إلى فرص استثمارية. وأضاف السيسى أن المبادرة الثانية التى قدمتها الحكومة هى تقديم التمويل وبرامج بناء القدرات لرواد الأعمال والمستثمرين الشباب وإيجاد بيئة أعمال تمكنهم من بناء شركات سريعة النمو، وذلك من خلال مبادرة البنك المركزى المصرى لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير تمويل ميسر، وبرنامج مصر لريادة الأعمال الذى يقدم الدعم المالى والفنى للشركات الناشئة ورواد الأعمال عن طريق المشاركة فى المخاطر مع الشباب، وقد تم تأسيس أكبر حاضنة أعمال فى إفريقيا من خلال هذه المبادرة. وأكد السيسى ان الدولة قامت بتحسين البيئة التشريعية وتقديم الدعم المؤسسي، حيث نص قانون الاستثمار الجديد لأول مرة على دعم الدولة الشركات الناشئة و المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب وصغار المستثمرين، وتشجيع ريادة الأعمال، لافتا الى أنه تم إصدار تشريعات وقوانين جديدة تتواكب مع التطورات الاقتصادية مثل قانون التراخيص الصناعية، وخدمات الدفع الالكتروني، وتعديل قانون الشركات، بما يسهم فى تقدم وازدهار بيئة الأعمال فى مصر.
وقال إنه تم كذلك تأسيس مراكز خدمات رواد الأعمال فى جميع محافظات مصر، بهدف مساعدة الشركات الناشئة من خلال تقديم خدمات تأسيس الشركات وغيرها من الخدمات الحكومية، فضلاً على تقديم البرامج التدريبية وورش العمل، وتقديم الدعم الفنى والقانوني، وتقديم المعلومات حول مصادر التمويل المختلفة وطرق الحصول على التمويل.
وكان السيسى قد رحب فى بداية كلمته بالحضور من رؤساء الوفود الإفريقية، كما رحب بنظيره الرواندي، وأضاف السيسى أن مصر لديها رؤية واضحة تجاه شبابنا، وشباب القارة الإفريقية بصورة عامة.
وأشار الرئيس الى أننا أغفلنا لسنوات طويلة دور الشباب ونحن نستدعى هذا الدور وندعمه الآن، مشيراً الى أن مصر لها الآن تجربة مستمرة منذ عام الخاصة بمنتديات الشباب التى يتم عقدها،واصفاً تلك التجربة بالرائعة والتى بدأت منذ نوفمبر العام الماضى . وقال السيسى إننا ومنذ ذلك التاريخ ونحن نلتقى بالشباب المصرى ونستمع إليهم وهم ينتقدوننا ونتفاعل معهم .
وأوضح الرئيس السيسى أن تلك التجربة المصرية مهمة للغاية وقدمناها بصورة واضحة خلال منتدى شباب العالم الذى شهدته مدينة شرم الشيخ منذ أسابيع قليلة بمشاركة شباب من كل دول العالم والقارة الإفريقية.
وأضاف الرئيس السيسى أن كل قادة إفريقيا والعالم منتبهون لدور الشباب والأهمية الكبيرة لهم والتى لابد ان نضعها فى الاعتبار، وأن تصبح لهم مشاركة حقيقية فى كل دولنا وتفاهم حقيقي.
وردا على تساؤل حول أهمية دعم الثقة لدى الشباب لتحقيق المزيد من مشاركتهم، قال الرئيس السيسى إنه شاهد أثناء زيارته لرواندا نتائج مبهرة لإجراءات الحكومة الرواندية. وأشار السيسى إلى أن المجتمعات الإفريقية يجب أن تشهد ثقة حقيقية متبادلة بين الحكومات والشباب، موضحا أن انعدام هذه الثقة وانعدام إحساس الشباب بالأمل والمستقبل سيتسبب فى إحباطهم.
وأضاف أن مصر أتاحت لشباب مصر ورجال الأعمال والمستثمرين الشباب مبادرة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقيمة 200 مليار جنيه بمعدل 50 مليار جنيه سنويا لمصلحة هذه المشروعات، وهو ما يعكس ثقة الحكومة فى دفع الشباب لتحقيق آماله وطموحاته. وأشار إلى أن الدولة المصرية تقدم خريطة استثمارية عن الفرص التى يمكن أن يستغلها الشباب المصرى لممارسة عمل ينجح به، كما تتيح الدولة التدريب والتأهيل وهو انعكاس لمعنى الثقة التى تمثل إجراءات تبذل على الأرض حتى يكون هناك عائد حقيقى لدى الشباب.
وأكد الرئيس أن بناء الثقة هو إجراءات مشتركة بين المستثمر الشاب والقيادة التى يجب أن توفر آليات الثقة من مشاريع الاستثمار والتمويل اللازم، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل، مشيرا إلى أن عدم وجود هذه الخطوات ستكون معه أى مبادرات بلا جدوي، مشيرا إلى أن الشباب لديه طموح كبير وحصر طاقاته سيتسبب فى الإحباط لديهم. وقال الرئيس إن تحويل مسار إتاحة الفرصة للشباب من التطبيق النظرى إلى التطبيق العملى واجه تحديات كبيرة جدا، مشيرا إلى أن مصر كانت لديها مقاربة مختلفة، حيث إن لديها 65 مليون مصرى تحت سن الأربعين. وأوضح السيسى أن الدولة المصرية عندما وجدت أن المسار سيطول وأن العقبات التى ستواجه الشباب ستكون صعبة سواء فى الحصول على التمويل اللازم أو سعر الفائدة على قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، حاولت الدولة بذل جميع الجهود لتسهيل الإجراءات للشباب، مؤكدا أن الدولة حرصت على خلق فرص حقيقية للشباب. وأشار الرئيس إلى أن مصر بدأت فى تجهيز مناطق صناعية بشكل مختلف عما كان يتم تقديمه فى الماضى ، حيث تتضمن هذه المناطق الصناعية المشروعات التى تمثل فرصا استثمارية حقيقية فى مصر مثل مدينة للأثاث ومدينة لصناعة الجلود ومدينة لصناعة المنسوجات ، مشيرا إلى أن هذه المناطق الصناعية ستختزل الإجراءات والوقت والمجهود الذى يبذله الشباب لبدء أى مشروع.
كما تحدث الرئيس عن مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان ، مشيرا إلى أن الدولة تجهز للشباب الأرض وآبار المياه اللازمة للزراعة ونظم الرى الحديثة لمساعدته وتدريبه على الزراعة ، مشيرا إلى أن الثقة التى تمنحها الدولة هى الفرصة الحقيقية التى تمنحها للشباب. وأضاف أن الدولة لم تكتف فقط بتوفير المشروعات داخل المناطق الصناعية بل تضمنت إجراءات الحكومة أيضا توفير المعدات والتواصل مع أصحاب المشروعات داخل هذه المناطق، مشيرا إلى أن التواصل يمثل تواصل دولة مع شعبها ولو لم تنجح الدولة فى تنفيذ ذلك ستكون قد أخفقت فى التواصل مع الشباب وأخفقت فى زراعة الأمل فى نفوسهم.
ومن جانبه أعرب رئيس رواندا عن سعادته لاستضافته فى المنتدى وقدم الشكر للرئيس السيسى لتقديم الدعوة له للحضور. وأضاف بول كاجامى أننا لدينا رأس مال بشرى كبير ، وعلينا ان نمنحهم الفرصة والبيئة التى تمكنهم من إطلاق إمكاناتهم ، وتحقيق انجازات والنجاح فيما يقومون لنحقق مكاسب للبلدان بأكملها.
وقال انه يرى أن الكثير من البلدان الإفريقية تحاول ان تركز وتقوم بذلك وفى رواندا نحاول أن نقوم بأفضل ما فى وسعنا لدعم شباب رواد الأعمال .
وخلال الجلسة قال تونى إلوميلو رئيس مجلس إدارة هيرس القابضة ومؤسس مؤسسة تونى إلوميلو إن رواد الأعمال الشباب لابد أن تعطى لهم الأولوية ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى أدرك أهمية دور الشباب فى المجتمع المصري.
وأضاف قائلا: »لو نجح شباب إفريقيا سننجح»، معربا عن إعجابه باهتمام القيادة السياسية فى مصر بالشباب.
ومن جانبه، قال محمد عزب الرئيس التنفيذى لمؤسسة «الصحة كابيتال» إنه يقوم حاليا ببناء سلسلة مستشفيات فى مختلف محافظات مصر تستهدف الطبقة المتوسطة وخاصة فى محافظات الصعيد، مشيرا إلى أن الشركة تعتزم بناء ألف سرير، كما تم تطوير مجموعة معامل طبية. وأضاف أنه يخطط للوجود أيضا فى شرق إفريقيا. وأشار إلى أن جامعة هارفارد فى أمريكا اختارت مؤسسته لتتم دراستها ضمن موادها.
المصدر :: الأهرام