شرف إمام سلامة … اسم لا يعرفه الكثيرون إلا أنه أحد أفضل رواد الأعمال في مصر و العالم العربي .
بدء الشاب شرف إمام حياته العملية بعد تخرجه من كلية العلوم قسم بيولوجي بالعمل في المركز القومي للمصل و اللقاح ( فاكسيرا ) و رغم الوظيفة الثابتة و مكان العمل المتميز للغاية لتخصصه إلا أنه كان هناك سؤال يدور في عقل شرف سلامة نتيجة عمله في مكان متخصص في مكافحة السموم و الأمراض و صناعة الأمصال المضادة لها و السؤال هو ” ما مدي تأثير الملوثات التي في حياتنا علينا و التي تجعلنا في النهاية نمرض ثم نبحث عن لقاح أو مصل لهذه الأمراض . و كانت هذه هي نقطة البداية لبحث علمي حول تأثير الملوثات البيولوجية و الإليكترونية علي صحة الإنسان ، لكن هذا التساؤل لم يكن نقطة البداية لبحث علمي فقط و لكنه كان نقطة البداية لأمر آخر و هو كيفية تحويل جزء كبير من المخلفات ( الزبالة ) التي نلقيها يومياً من بيوتنا و شركاتنا إلي منتجات مرة أخري حيث أن هذه المخلفات لو تعرضت لظروف حرارية معينة مثل الحرق يمكن تشكيلها مرة أخري لتصبح منتج مفيد مرة اخري ، كما أن بقايا الطعام الذي نلقيها يصلح لآن يكون سماداً .
أيضاً من الآسئلة التي كانت لا تكف عن الدوران في راس شرف سلامة ” كيف يربح جامعو القمامة من القمامة ؟ ” لآنهم لو لم يكونوا يربحون من القمامة لما عملوا بها أو أورثوها لآبنائهم
وبالفعل وجد إجابات للأسئلة التي يبحث لها عن إجابات و في هذه اللحظة وجد نفسه أمام سؤال واجهه كثير من رواد الأعمال و هو
” هل أستطيع بدء مشروع صغير يقوم علي الفكرة التي لدي من إعادة تدوير المخلفات ؟
” و كانت إجابته ” نعم . فلدي العلم و المعرفة التي تحقق النجاح لهذا المشروع . لكن إجابة هذا السؤال لم تكن العائق الوحيد أمام شرف سلامة فلقد كان هناك عائق آخر و هو ::
كيف يترك وظيفة يتمناها الكثيرون ؟
كيف يترك وظيفة ثابتة و هو مرتبط و خاطب الفتاة التي رأي أنها تصلح شريكة لحياته ؟
و بالفعل إستطاع بعد فترة إتخاذ الخطوة الأصعب و هي ترك العمل و الوظيفة الثابتة ، لكن المؤلم هو إنفصال خطيبته عنه ليس لآنه قرر بدء عمل حر و لكن لآنه قرر العمل في نقل و جمع المخلفات ” الزبالة ” .
بعد هذه الخطوات الجريئة و المؤلمة في نفس الوقت أحس شرف شلامة انه قد تحرر من كل ما يقيده و أنطلق بكامل حماسه و قوته في محاولة لتحقيق حلمه و هكذا بدء الجزء الثاني من حياة شرف سلامة العلمية .
بدء شرف سلامه في ممارسة عمله الجديد كصاحب مشروع مهمته نقل المخلفات وسط عاملين بهذا القطاع ورثوا هذه المهنه من آبائهم و أجدادهم و معظمهم لا يعرف القراءة و الكتابة فكيف بشخص خريج جامعة و خريج كلية علمية مرموقة يعمل معهم في مهنتهم التي لا يعمل بها سواهم و لا يسمحون لآي غريب بالدخول وسطهم حتي و لو كان زبال من محافظة مختلفة فكيف بشخص ليس زبالاً علي الإطلاق و يريد ممارسة المهنة و الأدهي و الأمر بالنسبة لهم هو أنه يريد ممارستها بطريقة جديدة ، و الأسوء من ما سبق أنه يري أن من يلقي الزبالة من حقه الا تحصل رسوم منه بل من الممكن أن يعطي مقابل نقدي أي أن الشقق التي لديها قمامة تبيع القمامة للزبالة لا أن يدفعون له مقابل نقلها . و كان هذا الراي هو أحد أسباب صدامه مع أباطرة الزبالة في مصر و الذي قالها له في برنامج تليفزيوني مع المذيعة لميس الحديدي ” يا انت هتخرب بيوتنا كده ” .
لقد كان أ / شرف سلامة في هذه اللحظة أشبه بمن يدخل في حرب و ليس معه سلاح سوي فكرته و مبادئه . و هكذا بدء الصدام إلا أن هذا الصدام إنتهي سريعاً لآنهم وجدوا أنه يعمل علي مستوي صغير و يعمل بشكل مختلف لم يرهقوا عقولهم في فهم طريقة عمله و إن كانوا يراقبونه من بعيد لبعيد.
و بدء شرف سلامة في تنفيذ عملية إعلادة تدوير المخلفات بل إنه إكتشف عناصر مخلفات جديدة يمكن إعادة تدويرها و الربح من ورائها . و هكذا لم يستطع أباطرة الزبالة في الوقوف أمام موهبة و إرادة شرف سلامة و كلهم يشاهدونه و هم يكبر و يتطور و هم علي نفس الشكل و الأسلوب القديم في العمل و حتي لا أطيل عليكم كبر شرف سلامة حتي أصبح اليوم نائب رئيس شعبة جامعي القمامة .
ورغم كل ذلك لم يتوقف شرف سلامة عن تطوير نفسه فكان يتابع الجديد من قوانين البيئة و المخلفات و كان لديه حلول لمشكلة جمع المخلفات في مصر و كيف يمكن إنهاء هذه المشكلة . و بالمصادفة البحتة قرأ عن مسابقة ستارت اب كاب StartUp Cup لريادة الأعمال و الشركات الناشئة فإشترك فيها في اليوم الأخير و المفأجأة أن حصل علي المركز الثاني في المسابقة و سافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية في منحة دراسية للإطلاع علي كل ما هو جديد في مجال المخلفات من جمع و نقل و إعادة تدوير و عاد إلي مصر و أكمل عمله و ما زال .
و قد تم الإستعانة ب رائد الأعمال / شرف إمام ضمن المبادرات الخاصة بالتخلص من القمامة بعد ثورة 25 يناير 2011 المجيدة حيث إجتمع برئيس الوزراء آنذاك الدكتور عصام شرف و بعد ذلك إجتمع مع رجال أعمال و مسئولين كبار في الدولة لمعرفة رأيه في كيفية التخلص من المخلفات . كل ذلك جعل الشركات العالمية تختاره للعمل معها في معالجة مخلفاتها ، كما تمت إستضافته في عدد من البرامج الإذاعية و التليفزيونية و قاموا بعمل حلقات عنه منها علي سبيل المثال و ليس الحصر ::
برنامج ” القاهرة اليوم ” علي قناة اليوم مع المحامي خالد أبو بكر ، برنامج ” صالة التحرير ” علي قناة صدي البلد مع الإعلامية عزة مصطفي .
و رغم إنتشار عملية إعادة تدوير المخلفات Recycling الآن إلا أنه قبل ثورة 25 يناير 2011 المجيدة كان هذا الأمر غير معروف و كان الجميع يتأفف من مجرد ذكر قمامة أما الآن فالجميع يرغب في العمل بها لذا كان لزاماً علينا تعرف المصريين و العالم العربي برائد إعادة تدوير المخلفات في مصر … شرف إمام سلامة .