منذ بداية الآزمة السورية قام البعض من إخواننا السوريين بالرحيل من وطنهم الأم سوريا إلي بلدهم الثاني مصـــــر . من جاء إلي مصر سوريين من كافة الطوائف و الفئات و المستويات. و بإستقرارهم في مصر بدؤا في البحث عن عمل أو بدؤا عمل حر مثل فتح مطعم أو مزاولة أنشطتهم أو الحرف التي كانوا يعملون بها في سوريا مثل النجارة أو النقاشة / الدهانات …. إلخ.
الملاحظ في هذا الأمر ليس وجود تفوق كبير لهم مقارنة بالمصريين و لكن الملاحظ هو وجود ميل ملحوظ من المصريين أنفسهم لتناول الطعام بالمطاعم السورية أو ميل أصحاب الأعمال المصريين لإسناد بعض الأعمال لإخواننا السوريين و حين قمت بالإستقصاء و محاولة فهم السبب لذلك كان الرد عبارة عن سببين في كلمتين هما ::
الإلتزام – و – الأسلوب
فمن تحاورت معهم أجمعوا علي أن إخواننا السوريون يلتزمون بإشتراطات العمل الذي يودونه أو ما يتفقون مع صاحب العمل علي تنفيذه و المثال علي ذلك العامل السوري يعطيك موعد فلا يتأخر عنه و لا يتحدث كثيراً في المحمول أثناء العمل و لا يخلف موعداً لتنفيذ عملية جديدة صغيرة أخري و يأتي لك اليوم التالي ليتحجج بأن كان لديه ظرف أسري.
ثم كان السبب الثاني و هو الأسلوب :: فأسلوب العامل السوري راقي لدرجة كبيرة للدرجة التي تجعل عميله يشعر و يحس بأنه أمام بائع أو مهني يحترمه كعميل و يحترم رغباته مما لا يجعله يقبل علي الشراء أكثر فيشتري قطعتين بدلاً من قطعة واحدة أو يعطيه بقشيش و هو راضي.
السؤال الآن الذي يدور بعقل البعض و هو :: ما علاقة إخواننا السوريين ب ريادة الأعمال و المشروعات الصغيرة ؟
الإجابة ::
علي كل من يريد بدء عمل حر الإستفادة من نقاط تفوق إخواننا السوريين فيجب عليه الإلتزام أمام عملائه إلي أقصي درجة + التعامل بإسلوب راقي مع عملائك فالعميل ليس سبوبة و هتمشي لآنه من الممكن أن يكون البيضة التي تبيض ذهباً لك حينما يتحدث عنك و عن منتجك أو الخدمة التي تقدمها ( Word Of Mouth ) فهو بذلك موظف دعاية و تسويق لك بدون مقابل أو عمولة و المثالعلي ذلك هو السيارات الألمانية أو الماكينات اليابانية. هذا ليس معناه أنك يجب أن تكون مثلهم و هم شركات عملاقة و لكن ضعهم كنموذج للعمل ستلتزم به لكي تصبح مثلهم في المستقبل البعيد .
لقد أثبت إخواننا السوريين أن ::
1- مصر ليس بها بطالة و إلا من أين وجدوا فرص العمل أو الربح.
2- التعامل مع العميل بعدم إلتزام أو بإسلوب غير راقي لا يجعل العميل مرتبط بك و هذا يعني أنك لم تؤدي مهمتك في تلبية إحتياجات العملاء بالشكل الذي يرضيه و إلا لما ترك المصريون العمالة المصرية و بدؤا في التعامل مع إخواننا العمال السوريين.
و في النهاية لا يسعني إلا أن أوجه الشكر لإخواننا السوريين علي ::
1- إجبارنا علي معرفة أخطائنا التي كنا نتكاسل عن رؤيتها.
2- إجبارنا علي معرفة حقوق العميل التي كنا نتغاضي عن الإهتمام بها بعد أن رأينا كيف يتعامل إخواننا السوريين مع عملائهم.
3- تعريفنا بحجم فرص العمل الموجودة في مصر و التي تكاسل أو بمعني أدق يترفع البعض عن العمل بها.
أعتقد بعد كل ما سبق لا يستحق إخواننا السوريين منا إلا أن نرفع لهم القبعة أو أن نقول لهم بالإسلوب الحديث شـــــابو ( شابو كلمة فرنسية معناها أرفع لك القبعة و هو مصطلح يقال عندما تريد إظهار تقديرك لشخص ما ).
شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــابو …. إخواننا السوريين
اللهم وفق إخواننا السوريين للعودة لوطنهم الأم سورية الحبيبة قريباً
أحمد الخولي